تراجع وول ستريت يضغط على الأسهم العالمية وسط مخاوف الركود والتضخم

في مستهل تعاملات الأمس، شهدت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت انخفاضاً ملحوظاً، حيث أدت توقعات شركة سناب المتشائمة بشأن نمو الإيرادات في الربع الرابع وموسم العطلات إلى موجة بيع مكثفة لأسهم شركات وسائل التواصل الاجتماعي، تزامناً مع صعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية. ووفقاً لـ "رويترز"، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 42.4 نقطة عند الافتتاح، أي بنسبة 0.14%، ليصل إلى 30291.18 نقطة. كما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 8.7 نقطة، مسجلاً انخفاضاً قدره 0.24%، ليصل إلى 3657.1 نقطة. وشهد مؤشر ناسداك المجمع انخفاضاً بواقع 38.8 نقطة، أي بنسبة 0.37%، ليصل إلى 10576.037 نقطة عند بداية التداولات. وتراجعت أسهم تطبيق سناب شات بشكل حاد بعد أن كشفت شركة سناب الأم عن أرقام مخيبة للآمال في الربع الثالث. وهبطت الأسهم بنحو الربع، بعد أن أعلنت "سناب" عن تباطؤ ملحوظ في نمو الإيرادات، بالإضافة إلى خسائر فادحة تجاوزت التوقعات خلال الربع الثالث. وأرجعت الشركة في رسالة إلى المساهمين هذا التراجع إلى تقليص شركائها في الإعلانات، في مختلف القطاعات، لميزانياتهم التسويقية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية المعاكسة، وضغوط التكلفة الناجمة عن التضخم، وارتفاع التكاليف. ورغم ذلك، ارتفعت إيرادات "سناب" بنسبة 6% على أساس سنوي في الربع الأخير لتصل إلى 1.13 مليار دولار، مقارنة بمعدل نمو بلغ 38% في الربع الأول من العام الجاري. في المقابل، اتسعت الخسارة ربع السنوية لتصل إلى 359.5 مليون دولار، بعد أن كانت حوالي 72 مليون دولار في العام السابق. وفي سياق متصل، ارتفع عدد المستخدمين النشطين يومياً من 347 إلى 363 مليوناً في غضون ثلاثة أشهر. وأكد إيفان شبيجل، الرئيس التنفيذي للشركة، أنهم اتخذوا إجراءات لزيادة تركيز أعمالهم على الأولويات الاستراتيجية الثلاث: تنمية المجتمع، وتعميق المشاركة في المنتجات، وإعادة تسريع وتنويع نمو الإيرادات، والاستثمار في الواقع المعزز. وعقب هذه الأخبار، انخفض سعر سهم "سناب" في معاملات ما بعد ساعات التداول بنسبة 25%، ليصل إلى نحو ثمانية دولارات، بعد أن كان في بداية العام أعلى من 40 دولاراً. أما في أوروبا، فقد تراجعت الأسهم الأوروبية وسط مخاوف من إصرار البنوك المركزية الرئيسية على رفع أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم، في حين يقيم المستثمرون تقارير أرباح متباينة لم تنجح في تهدئة المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي. وقد أدت مجموعة من تقارير التضخم والبيانات التي تشير إلى قوة سوق العمل في الولايات المتحدة إلى تبديد الآمال في تخفيف الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الرئيسية الأخرى لنهجها في التشديد النقدي قريباً. وزادت المخاوف بعد إعلان شركة التواصل الاجتماعي الأمريكية سناب عن توقعات متشائمة للربع الرابع، محذرة من تضرر الإعلانات بسبب التضخم المتزايد، مما أثار توقعات بتسجيل وول ستريت خسائر مبكرة. وانخفض سهم أديداس بنسبة 8% بعد أن خفضت الشركة الألمانية المتخصصة في المنتجات الرياضية توقعاتها للعام بأكمله، بسبب ضعف الطلب. في المقابل، أبقت شركة تصنيع السيارات الفرنسية رينو توقعاتها للعام بأكمله دون تغيير، وسجلت زيادة في المبيعات الفصلية، إلا أن سهم الشركة تراجع بنسبة 2.3%، بسبب قلق الإدارة بشأن إمدادات المواد الخام. وتراجع مؤشر ستوكس 600 بنسبة 1% بعد ارتفاعه في تعاملات متقلبة يوم الخميس، إثر استقالة ليز تراس من منصب رئيسة الوزراء في بريطانيا. وسجلت جميع مؤشرات القطاعات خسائر، وعلى رأسها أسهم التجزئة التي هبطت بنسبة 3%. وفي سياق منفصل، سجلت مجموعة بورصة لندن إجمالي عائدات في الربع الثالث من العام الجاري، بما في ذلك عمليات استرجاع، بقيمة 1.99 مليار جنيه إسترليني (2.22 مليار دولار)، بزيادة قدرها 14.8% عن العام السابق. وبلغ إجمالي العائدات، باستثناء عمليات الاسترجاع، في شركة المعلومات المالية 1.90 مليار جنيه إسترليني، بزيادة قدرها 16.2%. ووصل إجمالي العائدات، باستثناء عمليات الاسترجاع، إلى 5.9% على أساس ثبات سعر العملة، وارتفع بنسبة 7% بعد التعديل بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا. وأكد ديفيد شويمر، الرئيس التنفيذي للمجموعة، أنهم حققوا أداءً قوياً في ربع جديد، مدفوعاً بنمو جيد في جميع القطاعات. وأشار إلى أن استمرارية الأداء خلال الأرباع القليلة الماضية تعكس قوة نموذج أعمالهم، الذي يؤدي إلى عائدات جيدة ومتكررة من مجموعة من الخدمات التي يقدرها عملاؤهم. وعلى الصعيد الآسيوي، اختتم مؤشر نيكاي الياباني تعاملات الأمس دون مستوى 27 ألف نقطة الرئيسي، متأثراً بانخفاضات سجلتها وول ستريت الليلة الماضية، وسط مخاوف من أن يؤدي إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن رفع حاد لأسعار الفائدة إلى ركود اقتصادي. إلا أن المكاسب القوية التي حققتها الأسهم المرتبطة بالرقائق، مدعومة بارتفاع مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات والأرباح القوية لشركة آي.بي.إم وشركة ديسكو، حدت من الخسائر. وتراجع مؤشر نيكاي بنسبة 0.43% ليغلق عند 26890.58 نقطة، بالقرب من أدنى مستوى سجله خلال التعاملات عند 26869.38 نقطة. ومن بين 225 سهماً على المؤشر، انخفض 186 سهماً وارتفع 35 سهماً، بينما بقيت أربعة أسهم دون تغيير. كما هبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة 0.71% إلى 1881.98 نقطة. وخلال الأسبوع، خسر "نيكاي" 0.74%، في حين نزل "توبكس" 0.85%. وكان قطاع العقارات، الأكثر حساسية لأسعار الفائدة، هو الأسوأ أداءً على "نيكاي" أمس، إذ انخفض بنسبة 1.67%، تلاه قطاع المرافق الذي تراجع بنسبة 1.26%. في المقابل، كان قطاع الطاقة هو القطاع الوحيد الذي أغلق على صعود، إذ ارتفع بنسبة 0.03%. ورغم أن قطاع التكنولوجيا اختتم على انخفاض، فقد ارتفعت أسهم مرتبطة بالرقائق، حيث قفز سهم طوكيو إلكترون بنسبة 4.6%، مما جعله الأفضل أداءً على مؤشر نيكاي. وينتظر المستثمرون بفارغ الصبر الأرباح اليابانية خلال الأسبوع المقبل، إذ من المقرر أن تعلن أكثر من 300 شركة عن نتائجها، بالإضافة إلى اجتماع يتعلق بالسياسات سيعقده بنك اليابان المركزي يوم الجمعة المقبل. وفي باكستان، أغلق مؤشر بورصة كراتشي، كبرى أسواق الأسهم الباكستانية، يوم أمس على ارتفاع بنسبة بلغت 0.18%، أي ما يعادل 76 نقطة، ليصل إلى مستوى 42213 نقطة. وبلغت كمية الأسهم المتداولة 92.805.300 سهم، تمثل أسهم 357 شركة، ارتفعت منها قيمة أسهم 139 شركة، في حين تراجعت قيمة أسهم 191 شركة، واستقرت قيمة أسهم 27 شركة. وفي العالم العربي، اختتمت الأسهم في أبوظبي تعاملات الأمس على تراجع، مقتفية أثر الأسواق العالمية وسط مخاوف من أن تؤدي الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة، بهدف كبح التضخم، إلى دخول الاقتصادات الكبرى في ركود. وهبط المؤشر الرئيسي في أبوظبي بنسبة 0.2%، متأثراً بانخفاض 0.4% في سهم الشركة العالمية القابضة، وتراجع سهم ألفا ظبي القابضة للاستثمارات بنسبة 1.4%. في المقابل، قفز سهم شركة الجرافات البحرية الوطنية بنسبة 1.5%، غداة الإعلان عن ارتفاع صافي الأرباح في الربع الثالث بنسبة 11%. ووفقاً لبيانات "رفينيتيف"، أنهت بورصة أبوظبي الأسبوع على ارتفاع بنسبة 3.5%. وفي دبي، اختتم المؤشر الرئيسي التداولات على استقرار بعد جلسة متقلبة. وارتفع سهم إعمار العقارية بنسبة 1.3% بعد حصولها على موافقة الجهات التنظيمية لرفع نسبة تملك الأجانب إلى 100%.